ويذكر السنجاري في منائح الكرم «مخطوط» أن غلال الصدقة ظلت تتزايد بعد السلطان سليم حتى أصبحت تكفي لمعاش أهل مكة من العام الى العام.
محمل رومي : واتخذ السلطان سليم له محملا روميا جعل يرسله إلى مكة سنويا بجانب المحمل المصري ويرسل في صحبته كسوة الكعبه من نفقاته الخاصة (١).
وبقي بركات يستعين بابنه أبي نمى الثاني في ادارة الأمور بمكة حتى وافته منيته في سنة ٩٣٢ عن عمر يزيد عن سبعين عاما فطيف بجنازته حول الكعبة سبعا قبل دفنه وكانت مدة ولايته استقلالا ومشاركة لابنه واخوته نحو ٥٣ سنة (٢).
أبو نمى الثاني : وبوفاة بركات انتقل الأمر إلى أكبر أبنائه وشريكه بالأمس محمد أبي نمى الثاني وعمره إذ ذاك نحو عشرين سنه.
يعتبر المؤرخون أبا نمى هذا من رؤوس اشراف بني بركات كما يعدونه زعيما قل من يضاهيه شهرة من طبقات الاشراف الاخرى وكان الى جانب هذا مشهورا بنظامه الذي شاع عنه والذي قالوا انه يجعل دية الرجل من الاشراف تعادل اربعة أمثالها من غير الاشراف وقد حاولت أن أجد نسخة من هذا النظام فلم أعثر على شيء من ذلك .. إلا انني وجدت أخيرا نص اتفاقية أبرمها بعض الأشراف من أحفاد أبي نمى في عهد يحي بن سرور مؤرخة في عام ١٢٣٧ ه. وهي كما يذكر مؤرخوها منقولة من وثيقة للشريف مسعود بن سعيد عن «أعراف» سابقة من آبائهم ولا يبعد أن يكون المقصود من آبائهم هو أبو نمى أو أولاده.
__________________
(١) الاعلام للقطبي على هامش خلاصة الكلام ١٩١.
(٢) اتحاف فضلاء الزمن للطبرى المكى «مخطوط»