على امارته ان وافق على الدعاء للخليفة العثماني الجديد فلم ير بركات بدا من الموافقة وأن يشفعها بندب ابنه أبي نمى الى السلطان سليم في مصر لتبادل الثقة والولاء.
ويذكر الدحلان (١) أن الجيش العثماني وجد في سجن الشراكسة نفرا من وجوه أهل مكة كانوا قد حبسوا لمناوأتهم الشريف بركات فأطلقهم .. ثم يذكر أن العثمانيين أعدوا جيشا ليهاجموا به مكة فصدهم عن ذلك قاضي مكة صلاح الدين بن ظهيرة وقد كان أحد المسجونين فى مصر وطلب أن يكتب إلى أمير مكة بتفصيل ما حدث ضنا ببيت الامارة وهم اشراف مكة ولأنه يعتقد ان أميرها بركات سوف لا يعارض في تحسين علاقته بالعثمانيين فقنعوا بذلك وارسلوا اليه بما حدث كما كتب اليه القاضي يقترح ندب ابنه أبي نمي الى مصر فرحب بركات بالفكرة ومن ثم اوفد ابنه الى مصر وقد قابله السلطان سليم فيها بحفاوة وأكرمه وأقره هو ووالده على امارة مكة وجعل لهما نصف الواردات في مكة وجدة وذلك في سنة ٩٢٣ (١). وقد ظل بركات بعد هذا في امارته يدعو للخليفة العثماني الجديد ثم ما لبث أن أضاف الصيغة الجديدة الى الدعاء (أمير المؤمنين وخادم الحرمين الشريفين).
وعنى السلطان سليم بشؤون الحرم وأرسل هداياه الى مكة وأعيان الأشراف فيها ووزع على فقرائها كثيرا من الصدقات ورتب لهم مقدارا عظيما من القمح ظل يرسله سنويا إلى مكة وهي اول جراية من الغلال رتبت للصدقة في مكة في شكل منظم إذا استثنينا قبلها بعض الصدقات غير المنظمة (٢).
__________________
(١) خلاصة الكلام ١٧٨.
(٢) الاعلام للقطبي على هامش خلاصة الكلام ١٩١.