يعرض بمبارك ويذكر انه اثخن في قتل الاتراك عند هجومه على مكة فعاد الجواب السلطاني بعزل مبارك عن الامارة وتولية عبد الله بن سعيد الزيدي كما لو كانت الولاية رهن خطابات صادرة واخرى واردة.
وحمل عبد الله بن سعيد خطاب توليته الى قاضي مكة وطلب اليه تسجيله واعلانه فتوقف القاضي ثم اذعن للواقع عندما شجعه على ذلك محسن جد آل عون (١).
عبد الله بن سعيد بن سعد بن زيد : وهكذا نودى بالامير الجديد في ١٥ جمادي الثانية عام ١١٣٦ وخرج في موكبه الى سويقة فاتصل خبر ذلك بالامير القديم فنشط في قصره للدفاع ولكن محسن العبدلي عرف كيف يؤكل الكتف لانه استطاع ان يؤثر فيه ويقنعه بترك الامارة بدون قتال فأودعه بيته وأهله ثم خرج الى بركة ماجل في المسفلة في طريقه الى الحسينية ومنها توجه الى اليمن ولم يعد الى مكة مرة اخرى ولم تدم ولايته هذه الا خمسة اشهر (٢).
واستمر عبد الله بن سعيد بن زيد مدة طويلة قاسى في اوائلها بعض الشدة فقد ابطأ في صرف حقوق الاشراف بعد توليته بعدة شهور لقصر ذات اليد فاشتد لغطهم في مكة وطلبوا محاكمته لدى القاضي ثم تطور الامر ونشب القتال بينه وبينهم في ٢٥ ذي القعدة من السنة نفسها ١١٣٦ وتحصن جماعة من الاشراف في دار الرحمة المعروف لآل بركات واشتد اطلاق النار وامتنع الاتراك عن مساعدته ثم ساعدوه حتى انتصر على الثائرين ففروا الى بئر ذي طوى واقاموا فيه
__________________
(١) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ١٧٩ وما بعدها
(٢) المصدر نفسه ١٨٠