السابق فطلبوا ان يختار لهم أخاه مباركا بن احمد بن زيد فأبى ذلك على اخيه وقال : اذا ابيتم الا ان اختار فاني ارى تولية علي ابن سعيد أخي المعزول فقبلوا ذلك منه فتوجهت الامارة اليه ولم يفكر فيها وفي ذلك يقول الحسين بن مطير من شعراء مكة :
وكم طامع في حاجة لا ينالها |
|
ومن آيس منها أتاه بشيرها |
وبذلك نودي بعلي في ٢٧ جمادي الاولى عام ١١٣٠ (١)
تزاحم جديد : ووافق موسم الحج من ذلك العام ١١٣٠ فاجتمع الاشراف من ذوي بركات وغيرهم على نقل الامارة من ذوي زيد الى يحي بن بركات واجتمع بعضهم الى امير الحج الشامي وحاولوه لمساعدتهم فقبل ذلك منهم ثم سأل عن عبد المحسن بن زيد ليستشيره في ذلك فعلم انه مقيم بالحسينية (٢) فكتب اليه يسأله عن رأيه فلما وصله كتاب امير الحج رأى ان بعض الاشراف يميل الى اخيه مبارك بن احمد بن زيد ولعله آنس بميل اخيه الى الموافقة فاستشاط لذلك وقال جملته التي تستحق الخلود وفيها «انه ليس بعد الولاية الا انتظار العزل واذا صار العزل غدوت مطرودا في جميع الطرق والمسالك».
ثم ما لبث ان شارك في اجتماع الاشراف حتى وقع الاختيار على كبير آل بركات «يحي بن بركات» فكتب عبد المحسن الى امير الحج بذلك (٣) فكان لما كتب وقع كبير لدى امير الحج وجميع الاشراف من آل بركات لأن شريفا مثله
__________________
(١) خلاصة الكلام ١٦٩
(٢) الحسينية مزرعة تقع في جنوب مكة على نحو ١٢ كيلو منها ، تنبع من وادي عرفة ، وهي اليوم ملك الاشراف ذوي زيد.
(٣) خلاصة الكلام للسيد احمد زيني دجلان ١٧٠