عجلان بن رميثة واخوانه : تولى أمر مكة بعد ذلك عجلان بن رميثة في جمادي الآخرة عام ٧٤٦ وشعر أن اخويه سند ومغامس يتطلعان الى مشاركته فأبعدهما الى وادي نخلة ثم ما لبث أن الحق بهما اخاه الثالث ثقبة (١).
وتولى في هذا العام ٧٤٦ سلطان المماليك الكامل شعبان فكتب الى مكة يؤيد عجلان ويخبره أن اخوانه وصلوا الى مصر فاعتقلوا فيها فأمر عجلان بتزيين الأسواق وكان والده رميثة مريضا فما لبث أن توفي أيام الزينة فطيف بنعشه وقت صلاة الجمعة حول الكعبة ودفنوه بالمعلاة في ذي القعدة من العام المذكور (٢).
وفي سنة ٧٤٧ اطلق الاخوان الثلاثة من مصر واعطوا مرسوما بالموافقة على اشتراكهم في امارة مكة مع أخيهم عجلان على أن تكون لهم نصف البلاد ولأخيهم عجلان النصف الباقي وحده (٣).
وفي هذا ما يدل دلالة قاطعة على أن المماليك الأتراك كان لا يعنيهم استقرار الأمر في مكة بقدر ما يعنيهم أن تبقى الخطبة باسمهم والا فأي معنى لاطلاق الاخوة الثلاثة وتزويدهم بمرسوم يخولهم حق الشركة ، ولست أعرف بالضبط معنى لشركة أشخاص اربعة في محيط أضيق من أن يتحمل الشركة.
انني لا ارتاب في ان الرؤوس المفكرة في دولة المماليك كانت ـ وهي تشعر أن الأشراف يتنافسون على حكم البلاد ـ لا يعنيها أن تعالج هذا التنافس بشيء من الحكمة بقدر ما يعنيها أن تحتكر الدعاء لاسمها.
__________________
(١) خلاصة الكلام للسيد أحمد زيني دحلان ٣١
(٢) منائح الكرم السنجارى «مخطوط»
(٣) افادة الانام «مخطوط»