أو انها كانت تعجز عن علاجه وتخشى ان تساعد شريكا آخر فيخونه التوفيق فتفقد استحقاقها للدعاء في الخطبة في نظر الغالب لهذا نراها لا تتصرف ضد المشاغبين لحاكم مكة الا في نطاق محدود وهي اذا تصرفت فأسرت المشاغبين أو أبقتهم لديها في مصر فانها تحاول أن ترضيهم ما وسعها ذلك وأن تقبل أياديهم وتحلهم في الصدارة في جميع مجالسها.
ذلك لانها تشعر أن أسراها اليوم لم يفقدوا كل آمالهم في الحكم وأنه لا بد أن يبلغهم أو ذراريهم اليوم الذي يقبضون فيه على زمام مكة وعند ذلك يثأرون لأنفسهم مما نالهم فيربطون علاقاتهم مع حكومة اخرى من حكومات الاسلام ويعلنون اسمها على منابرهم.
لهذا فهي تتصرف في نطاق محدود فلا عجب أن تمسك اخوان عجلان لتحول دون وصولهم الى مكة حتى اذا شعرت أنها أساءت اليهم وانهم باتوا ساخطين خشيت عاقبة السخط واطلقتهم ، وقد ترى نفسها مضطرة لأن تمنحهم مثل التأييد الذي منحته للحاكم في مكة ثم تتركهم ليتدبروا امورهم ويعالجوا قضاياهم بسيوفهم اذا قدروا او باسباب اخرى من أساليبهم العديدة التي ألفوها وتظل هي في مكانها ترقب الميدان لتتدخل بقدر ولا تضيع على نفسها استحقاقها في الدعاء باسمها.
وهكذا اطلقت الاخوة الثلاثة وتركتهم يمضون الى مكة فيناوئون صاحبها ويشهرون السلاح ضده.
وقد استطاعوا ان يجلوه عن مكة في عام ٧٤٨ فشدّ رحاله الى مصر ليبقى فيها مدة ثم يعود مقاتلا ليظفر بالامارة في شوال ٧٥٠ ويجلي اخوانه عنها