لاطعام الفقراء من اهل الحرم والمجاورين وهي حسنة لها اسلوبها الخاص كما كنا نتمنى لو انفقت في غير هذا السبيل الذي يغري بالكسل ويشجع فقراء الآفاق الذين لا تستفيد منهم البلاد على ارتيادها طمعا في العيش في ظل التكية.
وبنى محمد علي باشا الدار التي كانت تعرف ببيت باناجه امام باب علي وجعلها مقرا لمحافظة مكة كما بنى لآل عون دارا للامارة في الغزة (١).
الحالة الاجتماعية : ومن الغريب ان الاهالي في مكة والمدينة وجدة نأثروا بكثير من عوائد المصريين ونقلت الى لغتهم بعض الالفاظ التي لا تزال باقية الى اليوم بعض آثارها وان كانت في غير وضوح.
ولعل اثرها في سكان الوجه وبلاد الشمال من الحجاز اوضح منها في غيرها.
والذي الاحظه ان كثيرا من تقاليد الطبقات البلدية القديمة في مصر كان يقابلها الى عهد غير بعيد تقاليد مماثلة في طبقة ما يسمونه في مكة والمدينة وجدة «أولاد الحارة» وان كثيرا من ألاعيب الأطفال في هذه المدن تتشابه مع مثيلاتها في مصر ولكني لا استطيع الحكم حكما صحيحا فيما اذا كانت هذه المدن تأثرت في ذلك بمصر في هذا العهد ام ان تلك العادات تحدرت الى البلدين من ظروف متشابهة قديمة ممعنة في القدم ، مثال ذلك المداحي ونسميها «البارجو» وهي لعبة تشترك فيها مصر والحجاز اليوم وقد مر بنا ان الجاهليين كانوا يلعبونها في القرارة بمكة وانها لذلك سميت قرارة المداحي ولا ندري ما اذا كان قدامى المصريين يلعبونها قبل الحجاز ام لا.
__________________
(١) دخلت التكية وبيت باناجه في توسعة المسجد الحرام كما دخلت دار الامارة في توسعة شارع الملك سعود.