ولما تولى الأمر علي باشا امر باعتقال «الخزناوية» وصادر أموالهم وممتلكاتهم لقاء تسديد ما اغتصبوا من اموال الناس.
وبوصول الخبر الى الاستانة وافقت على تاصيل علي باشا في شعبان من العام المذكور ولم يصل المرسوم الخاص بذلك الا في اوائل عام ١٣٢٦ (١)
وفي سنة ١٣٢٥ امر الخليفة بندب لجنة من علماء المسجد الحرام لنصيحة امام اليمن الذي كانت ثوراته لا تهدأ وتحذيره من مخالفة الدولة فندب جماعة منهم المشايخ محمد سعيد بابصيل مفتي الشافعية وعبد الله بن عباس ابن جعفر مفتي الاحناف ، وقد توفي الاخير في صنعاء وتولى الافتاء عبد الرحمن سراج صبيحة عيد الفطر من العام المذكور (٢)
عودة الدستور في الاستانة
لم تفت سياسة عبد الحميد القاسية في عضد أنصار الدستور الذي الغاه ولم تحل يقظة جواسيسه وأساليبهم في الارهاب دون مواصلة اعمالهم الثورية فقد استأنفوا نشاطهم على اثر قتل مدحت باشا في الطائف عام ١٢٩١ ه وشرعوا وعلى رأسهم نيازي وأنور يؤلفون الجمعيات السرية في سلانيك ثم في رسنة ومناستير واخذوا بدورهم يتجسسون على أعمال عبد الحميد ويترقبون الفرص للثورة ضده وقد استمرت اعمالهم كذلك نحو ٣٠ سنة استطاعوا في نهايتها ان يعلنوا أنفسهم في سلانيك وان يضموا اليهم كثير من ضباط عبد الحميد وقواد جنده ولما بعث عبد الحميد جيشا يؤدبهم انضم رجال الجيش اليهم وشرعوا يقاتلون في صفوفهم.
__________________
(١ و ٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي