بهجوم احد اولاد قتادة لاستخلاصها لنفسه في عام ٦٤٧ كما سيأتي.
وقد تداول الحكم في مكة كل من الفريقين المتقاتلين أثناء ذلك نحو ثمان مرات قاست مكة في تضاعيفها من الاهوال والمصائب ما لا يوفى حصره وعانت من غلاء المعيشة وقلة الارزاق ما لا يطاق.
واضطر صاحب اليمن الملك المنصور بن رسول أن يقود بنفسه جيش اليمن في واقعتين من وقائعه كانت احداها في عام ٦٣٥ وكانت الثانية حوالي عام ٦٣٩ وقد ذكروا ان المحتلين لما علموا بقدومه الى مكة في المرتين احرقوا دار الامارة فيها بما ذخرت به من عتاد وسلاح كما احرقوا كثيرا من الارزاق (١) وعندما ظفر ابن رسول باجلاء ايوبي مصر في ٦٣٩ أقام بمكة حتى صام رمضان بها وابطل المكوس والجبايات وكتب بذلك مربعة جعلت قبالة الحجر الاسود ، وقد دامت هذه المربعة عدة سنوات ثم اقتلعها خصومه على أثر اجلائه من مكة (٢).
وتداول الحكم في مكة أثناء هذه الفتن جماعة منهم «طغتكين» وقد وليها مرتين وابن مجلى ، وجفريل وهما من مماليك الايوبيين في مصر كما تداولها في المرات التي احتلها أيوبو اليمن ، راجح بن قتادة في أكثر فترات الاحتلال ثم فخر الدين بن السلاح ثم محمد بن المسيب اليمني (٣).
الحسن بن علي بن قتادة : وقد استبد المسيب آخر ولاة اليمنيين بامره في مكة واستولى على بعض الصدقات الخاصة بالأهالي ومنع الجند نفقتهم وأعاد
__________________
(١) اتحاف الورى لابن فهد القرشي «مخطوط»
(٢) الذهب المسبوك للمقريزي ٨٠
(٣) اتحاف الورى لابن فهد القرشي «مخطوط»