والآن (١)
عندما نفدت الطبعة الأولى بحمد الله ـ في أقل من المدة التي كنت أقدر لها النفاد فيها تضاعف الطلب على الكتاب فرأيتني مطالبا باعادة الطبع وأن أؤجل كتابة الجزء الباقي عن تاريخ العهد السعودي الحاضر لأنه عهد مشاهد صالح لتأجيل الكتابة عنه الى سنوات وسنوات.
وبلغ بعض المحققين عزمي على اعادة الطبع فكتب الي الأستاذ عبد القدوس الأنصاري عن رأيه في ترتيب بعض فصول الكتاب ، وكتب الي السيد هادون العطاس يقترح بعض ملاحظات رآها في كتابتي عن العهد الفاطمي كما كتب الي الأستاذ عبد الله المزروع بما لاحظه في كتابتي عن بعض العصور المتأخرة. كما لاحظ الأستاذ عبد الله عبد الجبار والأستاذ ابراهيم فلالي ـ رحمهالله ـ بعض نقاط في الكتاب كانت احداها تتعلق بمذهب القرامطة والأخرى تتعلق بالأمثال والحكم في العهد الجاهلي فأعرت جميع ذلك انتباها خاصا وراجعت في شأنه المصادر التي تعينت مراجعتها فأصلحت ما تراءى لي ضرورة اصلاحه. شاكرا لهم دقتهم في الملاحظة وعنايتهم بي.
وفي إحدى رحلاتي الى الرياض زرت العلامة المحقق الأستاذ حمد الجاسر في بيته مؤملا أن أسمع رأيه فيما بدا له من ملاحظات في الطبعة الأولى فوجدته يحتفظ بثبت أدرج فيه ما لا حظه علي للطبعة الأولى فقدرت له هذه العناية وأكثرت اخلاصه للفن بعد أن تسلمت منه الثبت.
__________________
(١) مقدمة الطبعة الثانيه.