وساقني الثبت الى مراجعة المصادر اللازمة له وبالرغم من كوني تحيرت في التوفيق بين بعض هذه المصادر إلا اني انتفعت بالكثير واستطعت أن أضع يدي على أخطاء تعين على اصلاحها على ضوء تلك المصادر فأقدم له جزيل شكري.
وكنت قد اعتذرت في الطبعة الأولى لأني اعتمدت في كتابة الفصول التاريخية على مدونات عشت أجمعها مما أقرأ «راجع مقدمة الطبعة الأولى» وهي لا تبين إلا أسماء الكتب دون صفحاتها فاضطررت لدرج أسماء المصادر في نهاية الكتاب دون أن أذكرها وأرقام صفحاتها في هامش كل صفحة مما كتبت. والآن وقد عدت لتهذيب الكتاب استطعت أن أعين الأرقام في الجديد الذي قرأته وأن أبحث ما أمكنني عن أرقام مصادري القديمة فأدرجت هذا أو ذاك في هامش الصفحات ، أما ما عجزت عنه فلا حيلة لي فيه وقد اكتفيت بذكر مصادره في نهاية الكتاب.
ولقد بذلت من جهد المقل ما أمكنني لهذه الطبعة فحذفت فصولا برمتها وكتبتها من جديد على ضوء ما تراءى لي كما أني أضفت زيادات اضطررت للتوسع فيها واستغنيت عن صفحات ظهر لي ضرورة اقتضابها وكنت أتمنى لو تهيأت لي أوقات أطول مما وجدت أو ساعدتني الفرص فضمتني الى لجنة أتخصص واياها في كتابة الموضوع واستقصاء جوانبه بأكثر من الشمول الذي يستطيعه شخص واحد مثلي ولكني لم أظفر بشيء من ذلك فاكتفيت بما استطعت تقديمه وأنا أؤمل للمرة الثانية أن يكون فاتحة بحوث جديدة تكلف بها لجنة خاصة يتوافر لها من الوقت والمال والكفاءة ما يجعلها تهدي التاريخ صفحات أفضل مما استطعت تقديمه.