مع مشتملات ذلك من الحصوة وما حولها من اروقة.
وهكذا اقيمت دار الندوة او اكثريته الباقية على الاصح مسجدا صغيرا وجعلت ابوابه تفتح على المسجد الكبير.
وكان عامل البريد الذي رأى هذا الرأي اضاف اليه غيره فذكر في كتابه الى امير المؤمنين ان مجرى السيل في شرقي المسجد ارتفع مستواه بمرور الزمن فصارت مياه السيل تطفح على المسجد ورفع سدنة الكعبة كذلك كتبا اخرى يشيرون فيها بتقوية بعض جدار الكعبة وتجديد عضادتي بابها وصفائحه وبلاط المطاف فامر الخليفة بارسال الاموال والمهندسين في عام ٢٨١ فجرى العمل في بناء دار الندوة وبقية الاصلاحات.
وفي سنة ٣٠٦ اعيد اصلاح مسجد دار الندوة ووصل بالمسجد الحرام حتى اصبح جزءا منه كما هو اليوم (١).
زيادة باب ابراهيم : وفي السنة نفسها امر الخليفة المقتدر بالاستفادة من ساحة كانت بين دارين لزبيدة هي مكان دار ابراهيم (٢) اليوم فهدمت وألحقت بالمسجد (٣) ولا يزال مكان الزيادة ظاهرا الى اليوم عند حدود اروقة المسجد ، وبهذه الزيادة انتهى ما بلغت اليه مساحة المسجد الى يومنا هذا ، وكل ما وقع بعد ذلك فهو ترميم او تحسين او انشاء لا يزيد عن حدود هذا النطاق ، وتنافس خلفاء هذا العهد من بني العباس في العناية بكسوة الكعبة ، فيذكر صاحب العقد الفريد
__________________
(١) عمارة المسجد ٦٢
(٢) ازيل باب ابراهيم في التوسعة السعودية الاخيرة وليس باب ابراهيم منسوبا الى ابراهيم الخليل كما تظن العامة ، انما نسب الى خياط كان يجلس هناك. (ع)
(٣) شفاء الغرام للفاسي ١ / ٢٢٧