يرى رأي عبد الملك بن مروان فيتناولونها بالنقض والبناء فأحجم المهدي ولم يفعل شيئا (١).
وعنى عبد الملك بتجديد سقف المسجد واتخذ له خشبا من الساج واستورد له السواري محلاة رؤوسها بالذهب في عام ٧٥ (٢) وأمر عامله خالدا القسري باضاءة ما بين الصفا والمروة كما أمره باتخاذ مصباح كبير مقابل الركن الأسود ثم أنشأ للمصباح عمودا وهو أول مصباح اتخذ في المسجد رسميا فقد كان بعض جيران المسجد قبله يضع على بيته مصباحا لينتفع الناس بضوئه في المسجد. وفي هذا يذكر الأزرقي أن جده عقبة ابن الأزرق كان يضع على طرف داره مصباحا يضيء لأهل الطواف حتى كان خالد بن عبد الله القسري الذي منعه أن يضع المصباح ووضع بدله مصباح زمزم في ما يقابل الركن الأسود (٣).
صورة الكعبة كما بناها الحجاج وتصميمها بلق الى اليوم وهى من رسم الأستاذ طاهر كردى الخطاط بمكة ودهم المسجد سيل عظيم في عهد عبد الملك عام ٨٠ اخترق جدار بعض الدور المحيطة بالمسجد واتصل به ، فكتب عبد الله بن سفيان عامله على مكة اليه بذلك فأرسل مالا عظيما وأمره أن يبني ظفائر للبيوت الملاصقة للمسجد تحول دون اختراق السيل لها.
وأمر عبد الملك بعمارة المسجد فرفع جداره وسقفه بالساج وزين اسطواناته بالذهب فجعل على رأس كل واحد منها خمسين مثقالا من الذهب ولم يوسع فيه شيئا (٤).
__________________
(١) شفاء الغرام ١ / ١٠٠
(٢) أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٥٦ وما بعدها.
(٢) أخبار مكة ١ / ١٩٣
(٤) عمارة المسجد للشيخ حسين باسلامة ص ١٩