واتصلت الاخبار بالناس وهم في منى أيام التشريق فعم الفزع واشتد القلق ودعا نامق باشا كبار العلماء والاعيان والاشراف الى مجلس لبحث الامر فاشار المجتمعون عليه باستنفار القبائل من كل نواحي الحجاز لقتال المعتدين ، وقالوا ان مئات الالوف من هذه القبائل تستطيع رد العدوان في سبيل الله فأبي نامق ذلك عليهم وأشار بأن تصحبه لجنة منهم الى جدة لمقابلة قائد المركب الحربي ومفاوضته في الامر فقبلوا.
وانتهت اللجنة الى جدة واجتمع أعضاؤها بالقائد واستطاعوا اقناعه بتأجيل الامر حتى تصدر أوامر الخليفة بما يجب.
وفي اواخر المحرم ١٢٧٥ وصلت الى جدة لجنة مختلطة من بعض الأتراك والانكليز والفرنسيين تحمل امرا من الخليفة الى نامق باشا بتفويضها في تحقيق الحادث وتنفيذ ما تحكم به حكما قاطعا.
واظهر التحقيق ان باعث الحركة هو الشيخ عبد الله المحتسب وكبير الحضارم سعيد العامودي وقاضي جدة عبد القادر شيخ والشيخ عمر باديب والشيخ سعيد بغلف وشيخ السادة عبد الله باهرون والشيخ عبد الغفار والشيخ يوسف باناجه ، فحكمت اللجنة بقتل المحتسب والعامودي كبير الحضارم ، ونفي بقية الاشخاص الى خارج البلاد ، كما جرى الحكم بقتل ١٢ شخصا من عامة الناس ادينوا باشتراكهم في اثارة الفتنة.