وأقاربهم ومن عطايا آل سعود ساعدوا الترك في غزوهم على أمل أن ينالوا منهم مثل ما كانوا ينالون من آل سعود.
ويصف ابن بشر بعض المواقع في الدرعية فيقول : ان بعض من حضر قال له لو حلفت بالطلاق أنى لم أطأ من الموضع الفلاني الى الموضع الفلاني ـ في الدرعية ـ الا على رجل مقتول لم احنث (١) ولما اشتد الأمر على الدرعية خرج بعض الأعيان على رأسهم عبد الله بن عبد العزيز بن محمد بن سعود وكبير آل الشيخ علي بن محمد ابن عبد الوهاب يطلبون الصلح فأبوا أن يصالحوهم الا على أهل السيف أو يحضر الامام عبد الله بن سعود وكان الامام قد انحاز للقصر ونصب المدافع استعدادا للقتال ووزع كثيرا من الأموال لكن أنصاره ما لبثوا أن تفرقوا عنه هاربين بما أخذوا منه فتقدم بطلب الآمان فأمره بالخروج فخرج اليهم وبذلك سلمت الدرعية ونقل الامام الى حيث رحلوه الى تركيا وقد قتل فيها (٢).
وبتسليم الدرعية كثرت وشايات الاهالي في علمائهم وقضاتهم وأعيانهم عند قائد الجيش فاستمر القتل فيهم فقضى على بعضهم وهو وقوف أمام المدافع والبنادق وعز القاضي أحمد بن رشيد بالضرب والعذاب ثم قلعت جميع اسنانه (٣).
وجاءت الأوامر من مصر بهدم الدرعية وحرقها فأخلوا السكان منها وأضرموا فيها النار حتى أصبحت في خبر كان (٤)
__________________
(١ و ٢) ج ١ ص ٢٠٦ وما بعدها
(٣) عنوان المجد ج ١ ص ٢٠٨
(٤) عنوان المجد ٢١٣ ويذكر بيركربتيس مؤلف كتاب ابراهيم باشا ص ٤٠ ان ابراهيم باشا استدعى ٥٠٠ من رجال الدين في الدرعية ليناقشوا علماء الأزهر الذين صحبهم في حملته وان النقاش دام ثلاثة أيام دون ان ينتهي الى شيء.