فلا يمسها أحد حتى يعودوا إليها (١) وكان بعض فتيان مكة يتربص للنساء العرايا فإذا أعجبته احداهن دخل معها في الطواف عريانا وقد يؤول أمرهما إلى الزواج ، وقد ألغى الاسلام هذه العادة ، وكانوا يفرضون على أهل الحل أن لا يأكلوا من طعام جاءوا به من الحل ما داموا في مكة ، وبذلك كانوا يفرضون الأكل في مكة عليهم من بيوت الضيافة أو يشترونه من أسواق مكة.
وكانوا إذا بلغت الفتاة سن الزواج ألبسوها ما يزينها وخرجوا بها سافرة إلى المطاف ثم أعادوها الى بيتها لتبقى حبيسة فيه لا تخرج إلا الى بيت من تزوجها وهم يريدون بطوافها ذلك عرضها سافرة على أعين الخاطبين ولعلهم اختاروا ليأمنوا في جوار البيت نظرات الفاسقين. وكان الطائف يبدأ بأساف فيستلمه ثم يستلم الركن الأسود ثم يجعل الكعبة على يمينه فيطوف بها فإذا ختم طوافه سبعا استلم الركن ثم استلم نائلة.
وكانوا يختنون أولادهم ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة وقد تباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت كما يتزوجون بالصداق والشهود ويطلقون ثلاثا.
وكانوا يبالغون في الغيرة على نسائهم حتى اشتط بعضهم فكره البنات ومنهم من وأدهن مبالغة في الحرص على العرض وقال قائلهم في ذلك «دفن البنات من المكرمات» وأنكر ذلك كثير من عقلائهم ومن أشهر المنكرين زيد ابن عمرو بن نفيل القرشي الذي قيل أنه أحيا ستا وتسعين موءودة.
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقي ١ / ١١٥ وما بعدها.