الذين ورثوا هذه التقاليد ويحولوا في الوقت نفسه دون تجميع القبائل في بلاد العرب حول دعوة موحدة تجمع صفوفهم.
بذلك شاع العداء بين الفريقين في اخلاص حاد ، كانت جماهير المقلدين ترى ان محمد بن عبد الوهاب يتعسف في استنكار ما ألفوا عن مشائخهم ويحيلها الى بعض ألوان من الشرك وكان محمد بن عبد الوهاب لا يتورع عن مجاهرتهم بما يعتقد ويرفض جميع ما ألفوا من أنواع المجاز ويرد كل تفسير لا يعتمده سلف الأمة ويجاهر بأقسام الشرك التي شاعت بين المقلدين فلا عجب ان تحدث هذه الدعوة ضجة لها صداها القوي.
وأراد أصحاب الدعوة أن يحجوا في بعض جموعهم فأرسلوا الى الشريف مسعود بذلك فلم يواتفق على دخولهم وندبوا بعض علمائهم ليناظروا العلماء في مكة فلم ينتهوا معهم الى وفاق.
ثم أرسلوا الى الشريف مساعد بعده فأبى دخولهم ثم أرسلوا لأحمد بن سعيد فلم يوافقهم (١) ويقول ابن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد (٢) أن أحمد بن سعيد كاتب السعوديين في نجد فكتب اليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عام ١١٨٥ وأرسل بعض الهدايا فأجاب أحمد بن سعيد بطلب ارسال أحد العلماء فأرسلوا اليه عبد العزيز بن عبد الله بن الحصين والمفهوم من هذا أن الغرض من ذلك هو المناظرة الا أن ابن بشر لم يشر الى تلك المناظرة ولم يبين نتائجها ولعلها انتهت الى غير وفاق ثم أرسلوا الى سرور يطلبون الحج فوافقهم بشرط أن يتناول منهم ضريبة فأبوا ذلك عليه ثم تولى غالب فأرسلوا اليه فتهددهم ثم جهز عليهم جيشا لقتالهم في سنة ١٢٠٥.
__________________
(١) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(٢) ج ١ ص ٥٨