نظامي يقودهم صبري باشا وزير الحربية والقائد العام للجيش الحجازي وبعض الحرس الخاص وعلى رأسهم أمير الطائف شرف بن راجح فحاولوا الدفاع عن الطائف ولكنهم شعروا بضعفهم وقلة ذخيرتهم.
واتصل الخبر بالحسين في مكة فندب ابنه الامير علي وكان قد جاءها من المدينة حاجا على رأس قوة نظامية تبلغ نحو ٨٠٠ جندي نظامي و ٤ مدافع جبلية و ٨ رشاشات فاسرع على رأس قواته عن طريق ثنية (كرا) الى وادي المحرم فبلغها يوم ٥ صفر وبذلك دخل الطائف فبات ليلة ثم ما لبث ان غادره في اليوم الثاني ٦ صفر عندما أحس برصاص النجديين يخترق اسوار البلدة وكان يؤمل ان يستجمع قواه في الهدا (١) ثم يكربها من جديد.
وبخروجه من الطائف هجم بعض الاهالي على ابواب السور وفتحوها للمهاجمين معلنين انهم لا يريدون الحرب فاقتحم الاخوان الطائف بقوة السلاح فكان يوما استاء له (الامام عبد العزيز) وامر فيما بعد ان يعوض المنكوبون.
وترك العنف أثره في هبوط معنوية الجيش المدافع في الهدا وتملك الخوف افراده ووجد رجال الحرس والبدو في بعض بوادي الطائف ان الفرصة سانحة للنجاة بأرواحهم والاستفادة منها فانحازوا الى المهاجمين واختلطوا بهم في الطائف وشاركوا في اعمالهم ورأى الامير علي نفسه مضطرا الى التراجع فانهزم بجيشه الى (الهدا) وهي على بعد كيلو مترات من وادي المحرم فما لبث الجيش النجدي ان هاجمه في «الهدا» في ٢٦ منه فاستأنف التراجع الى «بازان» بعد ان تبين له ان لا فائدة من الثبات خصوصا وقد ظهر له أن أكثر عربان الجهة وفي
__________________
(١) تاريخ نجد الحديث ص ٣٠٠