فأطاعوه وتركوه يبني في ديارهم بعض التحصينات وهي قلعة بدر وقلعة الحمراء وقلعة الخيف وقلعة بئر عباس ، وقد اقام بعض العساكر فيها لحماية تلك الجهات (١).
وما لبث أن اختلف مع عبد المطلب «آقة باشا» الوالي العثماني فاستطاع ان يثبت أخطاء آقة باشا ويرسل بها الى دار السلطنة ويستصدر امرها بعزله وتولية احمد عزت باشا امير الحج الشامي وكان من أصدقاء عبد المطلب وذلك في اواخر عام ١٢٦٩ واحمد عزت هو اول من بنى دارا في الزاهر بجوار شهداء فخ وجعلها منتزها له ، ثم ما لبث عبد المطلب ان اختلف مع احمد عزت فاستصدر امرا من الاستانة بعزله وقد تولى مكانه كامل باشا في رجب سنة ١٢٧٠ (٢).
ويذكر الدحلان (٣) ان من اهم أسباب الخلاف بين عبد المطلب وولاة الأتراك أن الولاة كانوا يتصلون بشيخ السادة اسحق العلوي ويستشيرونه في أمورهم بمقتضى توصيات خاصة تصلهم من كبار رجال السلطنة في تركيا وان شيخ السادة المذكور كان صديقا حميا للشريف محمد بن عون فكان يسعى في دار السلطنة بالتوصية على شيخ السادة وضرورة استشارته فلما شعر عبد المطلب بذلك اشتد عداؤه لشيخ السادة وقد عزله من منصبه ثم ما لبث أن أمر بالقبض عليه في بستانه بالهجلة وارساله الى الطائف فلما علم الوالي التركي كامل باشا ندب بعض الخيالة لادراكه في طريق الطائف فلم يستطيعوا الى ان يقول وقد عزر شيخ السادة على اثر وصوله ثم سجن في القلعة بالمثناة يومين ثم توفي فجأة فاتهم عبد المطلب بوفاته فزعزع ذلك من مكانته.
__________________
(١) تاج تواريخ البشر للشيخ محمد سعيد الحضراوي «مخطوط»
(٢) خلاصة الكلام ٣١٦
(٣) المصدر نفسه ٣١٧