بين مكة ومنى ووافاه في بئر ميمون القائد الأموي طارق بن عمرو في جيشه قادما من المدينة بعد أن فتحها وبايع فيها لعبد الملك ابن مروان.
وأهل هلال ذي الحجة عام ٧٢ ه ومكة محصورة ولا سبيل للحجاج اليها ولما وافى يوم عرفات وقف الحجاج بجيشه ملبيا ثم ازدلف واياهم إلى المزدلفة ومنى ولم يستطيعوا دخول مكة لاتمام مناسكهم فبقوا في احرامهم ولم يستطع الزبيريون والاهالي في مكة أن يقفوا على عرفات فنحروا بدنهم يوم النحر وظلوا محصورين في مكة.
وتقدمت جيوش الحجاج في مستهل عام ٧٣ حتى نزلت بين الحجون وبئر ميمون بعد أن أذن له عبد الملك بن مروان بدخول مكة وكان قد أوصاه بحصار ابن الزبير وأن يتجنب دخولها (١).
ثم تقدموا حتى اتصلت بعض سراياهم ببعض أبواب المسجد الحرام مما يلي باب بني شيبه إلى ما يحاذي باب الصفا تقريبا ولاذ الزبيريون بالمسجد يتحصنون بالكعبة فأمر الحجاج بنصب المجانيق فنصبت ورمى بها المتحصنون للمرة الثانية في عهد ابن الزبير ، فكانت الأحجار تنال الكعبة وتقع على جدارها (٢) ويذهب بعض المؤرخين الى أن الحجاج كان يرمي بها الكعبة فيتبادر الى بعض الأذهان أنها كانت مقصودة وهي فكرة كان أحرى أن ينالها تدقيق العبارة فالحجاج على قسوته وعناده ليس بالرجل الذي ينسى اسلاميته ويرمي قبلته التي يصلي اليها بحجارة المنجنيق انما هي حمى الحرب وثورة الأعصاب أسلمت المسلمين مع كل أسف في كثير من أزمنة التاريخ الى كبائر وأخطاء لا
__________________
(١) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ١٧٠.
(٢) مروج للمسعودي ٥ / ٢٥٨ فما بعدها.