وقواد العباسيين قبلهم كانوا يستعملونه وان ميادين الجمال في عصور الاسلام الذهبية كانت تعرف الفاتنات يتمنطقن بالاحزمة تتألق فيها الاحجار الكريمة وما توارثت الاجيال الحزام من عصور قديمة الا لانه كان مثلا من أمثلة الجمال ونموذجا لمعالم الابهة والقوة.
وعاشت مكة في هذا العهد مستقرة أكثر مما كانت في عهود سابقة لان المتنافسين على حكمها من الاشراف خضعوا لتنظيم العثمانيين واحكامهم في توجيه الامارة ـ كما اسلفنا ـ فتمتع الاهالي بطمأنينة اجتماعية واخذوا ينعمون بارواحهم من خيرات العثمانيين وصدقات الحجاج الذين تدفقوا على أداء الفريضة ألوفا مؤلفة بعد أن علموا بشؤون الاستقرا ، وزاد تدفقهم على اثر شيوع البواخر ومساهمتها في نقل الحجاج في عام ١٢٩١
اثر هذا في ثروة البلاد الاقتصادية فنعم المكيون بهناءة العيش وعادوا الى الاسراف في نعيمهم الى الشأن الذي كان عليه الامر في عهد الامويين فبنوا قصور النزهة في ضواحي مكة من عدة جهات واكثرها في وادي فخ عند مرقد الشهداء ، وكانوا يخترعون المناسبات والاعياد ليخرجوا في مواكبهم الى الجعرانة أو وادي ميمونة أو وديان فاطمة أو وادي الشهداء في زينة بادية وانواع من الاطعمة الشهية فيقيمون حفلاتهم المؤنسة يطربهم المغنون واصحاب الوتر والمنشدون ، ولم يكن للنساء مجال واسع في هذا الايناس ، لان روح البادية التي كانت تسود الناحية النسوية في عهد الامويين كانت قد خبت فيما تلا ذلك من عصور ولم يحل هذا العهد حتى كانت فكرة الحجاب ساقتهن قد الى المخابىء والخدور.