الحديث عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) في صدقة الفطرة : «صاع من طعام أو شعير».
وتستعمل المادة في شرب الماء على الطعام إما لأجل التغليب أو لأجل أنّ طعم الماء لا يدرك غالبا إلا في هذه الحالة ، وقد أطلق على ماء زمزم أيضا كما قال نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «إنّه طعام طعم وشفاء سقم».
ولا يختص الطعام بالجسمانيات بل يشمل المعنويات أيضا ، ففي الحديث عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «أبيت عند ربّي فيطعمني ويسقيني ربّي» وعنه (صلىاللهعليهوآله) أيضا : «لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب ، فإنّ الله يطعمهم ويسقيهم» وقد ورد في تفسير قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ) [عبس ـ ٢٤] ، أي : إلى علمه عمّن يأخذه.
والمراد به في المقام : الذوق ، أي : ومن لم يذقه فإنّه من أصحابي وسيكون معي.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ).
الغرفة ـ بالضم ـ : المقدار الذي يتجمع في الكف ، والاغتراف : الأخذ من المائع باليد ونحوها ، والاستثناء من الشرب ، فيكون المنهي عنه هو الشرب بحيث يرتوي الشارب إلا من أخذ غرفة بيده.
والآية تدل على أنّ الامتحان كان بالشرب بحيث يرتوي من الماء فالذين شربوا منهم كذلك هم الخارجون الذين تبرأ منهم ، ومن لم يشرب كذلك كان من المؤمنين المطيعين وهذا القسم على درجات في الصبر فمنهم من لم يتذوق الماء أصلا وهم على أكمل وأعلى درجات الإخلاص والاعتماد على الله تعالى ، ومنهم من اغترف الماء بيده فقط وهم أدنى من الطائفة السابقة في الإيمان والصّبر.
قوله تعالى : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً).
أي : فخرج أكثرهم من الابتلاء عاصين إلا قليلا منهم وفوا بما عاهدوا