(إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً) قال : «لم يكن من سبط النبوة ولا من سبط المملكة».
أقول : تقدم في التفسير ما يرتبط بالحديث.
في الكافي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر (عليهالسلام) في حديث : «وقال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) فشربوا منه الا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا منهم من اغترف ، ومنهم من لم يشرب فلما برزوا لجالوت قال الذين اغترفوا : (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ). وقال الذين لم يغترفوا : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)».
أقول : ورد هذا العدد في روايات كثيرة عن المسلمين. وأما قول الذين لم يغترفوا : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ) لتمكن قدرة الله في قلوبهم فرأوا العدوّ كالعدم فضلا عن احتمال غلبته عليهم. وأما من قال : (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ) فلحصر أنظارهم على الأسباب الظاهرية ، وتقدم في التفسير ما يتعلّق به أيضا.
في تفسير العياشي عن أبي جعفر الباقر (عليهالسلام) في قوله تعالى : (تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) قال : «كان القليل ستين ألفا».
أقول : اختلفت الأخبار في عددهم ، فالمشهور ما ذكرناه ، وفي رواية أخرى أنّهم عشرة آلاف ، وما تقدم في الرواية هو أكثر العدد الذي ورد فيهم ، ويمكن الجمع بينها بحمل الأقل على المخلصين منهم والبقية على مراتب إيمانهم وخلوصهم.
في تفسير القمي في قوله تعالى : (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) قال الرضا (عليهالسلام) : «السكينة : ريح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفار فإن تقدم التابوت لا يرجع رجل حتّى يقتل أو يغلب ، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام فأوحى الله إلى نبيّهم أنّ جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى ، وهو رجل من ولد لاوي ابن يعقوب اسمه داود بن آسي ـ وكان آسي راعيا وكان له عشرة بنين أصغرهم