ومنها : قتل النفس المحترمة فعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليهالسلام) : «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما قال (عليهالسلام) : ولا يوفّق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة» وعن ابن أبي عمير عن سعيد الأزرق عن الصادق (عليهالسلام) : «في رجل قتل رجلا مؤمنا يقال له : مت أيّ ميتة شئت إن شئت يهوديا وإن شئت نصرانيا وإن شئت مجوسيا» وقد ورد شبه هذا التعبير في التسويف بالحج أيضا.
ومنها : المبادرة إلى ارتكاب المعاصي وإتيان المحرّمات اعتمادا على شفاعة سيد الأنبياء لامته فإنّ شمول أدلة الشفاعة لهذه الصورة ممنوع ويستفاد ذلك من خبر حفص المؤذن السالف ذكره.
ولكن مع ذلك كلّه فإنّ الشفاعة أمر غيبيّ لا تنالها الحدود ، والله يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء.
زمان الشفاعة :
تقدم ما يتعلّق بالشفاعة بقسميها والحق عدم اختصاصها بزمان خاص فهي تعم جميع ما يرد على الإنسان من العوالم سواء في الدنيا والحشر والنشر ومواقف القيامة حتّى يتحقق الاستقرار في دار القرار وقضاء الله الحتم بالخلود في الجنة أو النار.
ولكن يستفاد من مجموع الأدلة الواردة في الشفاعة أنّ الشفاعة الكبرى إنّما هي بعد الحشر فهي تختص بالآخرة كما تدل عليه الأدلة النقلية وهي إما أن تتعلّق بالعصاة الذين دخلوا النار فينتفعون بها ويخرجون من النار كما يدل عليه الحديث الوارد في الجهنميين ومرّ ذكره ، وإما أن تتعلّق بالعصاة وأصحاب الكبائر قبل دخول النار ، فيكون تأثيرها إسقاط العذاب وتقدم ما يدل على ذلك أيضا.
وأما الشفاعة في الدنيا ـ فإنّ بعض إطلاقات الأدلة الواردة في الشفاعة يدل على ثبوتها فيها ولا محذور فيه من عقل ، فإنّه بعد إذنه تعالى عن علم أنّه أهل للشفاعة لا تختص بعالم دون آخر ويدل على وقوعها بعض الآيات