وبيان الحجة فقط كما هو واضح فإنّ الظاهر من قوله (أَرِنِي) إرادة الوصول إلى حق اليقين بعد طيّ مراحل أصل العلم وعلم اليقين.
ومنها : إتيان الفعل المضارع (تُحْيِ) بضم التاء من الإحياء دون غيره الدال على كيفية تأثيره عزوجل وإظهار فعله تعالى.
ومنها : ذيل الآية الكريمة (وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الدال على وجدان الذات المقدسة بكلّ ما تتطلبه مخلوقاته وما تستحقه الأشياء فلو كان السؤال لمجرد معرفة تأثر الأجزاء وحياتها لكان في إظهار القدرة وبيانها كفاية في المطلوب كما في الآية السابقة.
ومنها : أنّه تعالى أراد بيان أنّ إبراهيم (عليهالسلام) مظهر حقيقة المعاد كما أنّه مظهر مبادئ التشريع في القوانين السّماوية للعباد أيضا للتلازم بين مبدئية التشريع وبيان المعاد.
ومنها : بيان قيود خاصة وشروط معينة في الجواب الدالة على كونها مرتبطة بالسؤال ودخيلة في المعنى المقصود كما ذكرنا في التفسير والظاهر أيضا أنّ إبراهيم (عليهالسلام) فعل ما أمره الله تعالى وكان ذلك مقدمة لإراءته ملكوت السّماوات والأرض ووصل إبراهيم بذلك إلى مرتبة حق اليقين.
ولكن ذكر بعض المفسرين : أنّ المراد من الآية الشريفة مجرد التمثيل الظاهري والغرض منه ذكر مثال محسوس في عود الأرواح إلى الأجساد على سبيل السهولة ولا دلالة في الكلام على أنّ إبراهيم (عليهالسلام) فعل ما أمر به ، وليس كلّ أمر يقصد به الامتثال فإنّ من الخبر ما يأتي بصورة الأمر لا سيّما إذا أريد به مزيد بيان وذكر وجوها لتأييد ما ذكره.
منها : أنّ معنى «صرهنّ» أملهنّ وهو المناسب لتعدي الفعل ب (إلى) ، ولو كان المراد ب «صرهنّ» قطعهنّ لما كان وجه لقوله (إِلَيْكَ) كما أنّه المناسب للتراخي في قوله تعالى : (ثُمَّ اجْعَلْ) بخلاف ما ذكره المفسرون ، وأما الذبح والتقطيع فليس في الآية المباركة ما يدل عليهما.
ومنها : أنّ الضمائر في قوله تعالى : (فَصُرْهُنَ) و (مِنْهُنَ) و (ثُمَ