ادْعُهُنَ) راجعة إلى الطيور وليست إلى الأجزاء فلو كان المراد تقطيعها وتفريق الأجزاء على الجبال يلزم منه التفرقة بين الضمائر فيعود بعضها وهو «صرهن» و «منهن» إلى الطيور وبعضها الآخر إلى الأجزاء وهو خلاف الظاهر.
ومنها : أنّ إراءة كيفية الخلقة إما أن تكون بمعنى مشاهدة كيفية قبول الأجزاء للحياة وتغيّر صورها إلى الصورة الأولى الحيّة فهي لا تحصل بما ذكره مشهور المفسرين من الذبح وتقطيع الأجزاء وتفريقها على الجبال إذ كيف يتصور مشاهدة ما يعرض على الذات من الحركات والتغيّرات والحال هذه.
وإما أن تكون بمعنى الإحاطة بكنه كلمة «كن» التي هي الإرادة الإلهية فظاهر القرآن وإجماع المسلمين على عدم الإحاطة بها وصفات الله تعالى منزّهة عن الكيفية.
ومنها : أنّ المناسب كما ذكره المشهور أن يختم الكلام باسم القدير دون الاسمين الشريفين العزيز الحكيم.
ولكن فساد ما ذكره واضح بعد التأمل في الآية الشريفة وما ذكرناه في تفسيرها فإنّ ذلك لا يناسب سياقها ولا المحاورات الصحيحة وقد ذكرنا في قوله تعالى : (فَصُرْهُنَ) ما بوضح المعنى والتعدي ب (إلى) لمكان التضمين وبيان شدة الإيناس والاستيناس بالطيور.
وأما الضمائر فهي راجعة إلى الطيور وهذا العنوان موجود في جميع التقلبات والاستحالات الواردة عليهنّ كما يأتي تفصيله إن شاء الله تعالى.
وأما معرفة فعل الله تعالى فلا مانع من ذلك عقلا ونقلا إذا أضيفت إلى الممكن والكيفية المنفية إنّما هي المضافة إلى الذات الأقدس فإنّه تعالى لا كيف له والأولى هي المراد بملكوت السموات والأرض التي رآها ابراهيم (عليهالسلام) بإرادة من الله تعالى.
وأما أنّ المناسب أن يختم الكلام باسم القدير فقد عرفت أنّ الأمر ليس كذلك بل الختم بالاسمين الشريفين فيه الدلالة على ما ذكرناه بخلاف الختم باسم القدير ، مع انطواء الاسمين الشريفين على القدير وشيء زائد عليه كما