هو معلوم.
الثالث : يدل قوله تعالى : (كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) على أنّ لكثرة الأموات دخلا في السؤال فإنّ إحياء الأجساد الميتة التي تغيّرت صورها واستحالت أجزاؤها وفني الارتباط بينها له الأهمية الكبرى وفيه تمام القدرة ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى حكاية عن فرعون : (قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) [طه ـ ٥٢] ، حيث خص العلم بذلك في الله عزوجل فكان الجواب بما يفي المطلوب كما عرفت.
الرابع : يستفاد من قوله تعالى : (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ) كمال اللطف والعناية ، والخلة بين الخليلين ، وهو يدل على عتاب الخليل لخليله أيضا في مقام الخلة ، ولا يعقل لذة فوق ذلك ، ولا يصل أحد إلى هذه المرتبة إلا بعد فناء الاثنينية وانتفاء المغايرة من البين غاية الانتفاء.
الخامس : إنّما حذف المتعلّق في قوله تعالى : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) ليشمل جميع ما يمكن تصوره في طمأنينة القلب التي منها الثبات عند الخطرات ، ومنها التحمل لنزول الإفاضات والبركات ، ومنها الاستقامة لدى التجليات ، ومنها الرجوع إلى الخلق لافاضة المعارف والخيرات وغير ذلك مما لا يحيط به الا مثل الخليل ، ولعل آخرها ما أشار إليه عزوجل بقوله : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً) [الفجر ـ ٢٨].
وبالجملة : فكما أنّ القلب منشأ الحياة الحيوانية ، كذلك يكون محور جميع الواردات الغيبية والمعارف الربوبية وله شأن عظيم.
السادس : يمكن أن تكون الأربعة في قوله تعالى : (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ) فردية ، ويحتمل أن تكون الأربعة نوعية أي : خذ من أربعة أنواع أصنافا وأفرادا ويحتمل أن تكون إشارة إلى الطبائع الأربعة وهي الشهوة ، والغضب ، والكبر ، والحرص وكلّ واحدة منها تشير إلى طبيعة خاصة.
السابع : يستفاد من قوله تعالى : (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً) أنّ للأنس مع أولياء الله تعالى ثم دعاؤهم دخلا في حياة الموتى وهو