المرء لا يقتضي سوى إعلان الشهادتين باللسان فقط دون النفوذ الى القلب ، والاقتناع بالرسالة الاسلامية والقرآن والنبوة ، أما الايمان ، فهو الاقتناع بهذه المفردات ، لكن تتفاوت هذه القناعة وثباتها في أفئدة المؤمنين ، بين قناعة متذبذبة سطحية تتقاذفها الرياح يميناً وشمالاً ، وسرعان ما تتلاشى بمجرد حدوث هزّة ولو كانت بسيطة أو مواجهة فتنة معينة أو إمتحان يسير ، وبين قناعة راسخة متجذّرة في الأعماق ، لا تقتلعها الهزّات والشدائد والفتن والصدمات مهما بلغت من القوة والنفوذ.
وعليه فالقرآن الكريم يصف الطبيعة الانسانية على حقيقتها دون محاباة أو مًصانعة لأحد.
وعموماً فإن المؤمنين الذين كانوا ملتفين حول الرسول صلىاللهعليهوآله ، فيهم خصائص ايجابية وأخرى سلبية. والقرآن الكريم لا ينكر أية خصلة يتصف بها الانسان المؤمن ، ويبرزها على علّاتها حتى وإن نفاها ذلك المؤمن ، أو حاول إخفاءها ، ومع صفاته السلبية والسيئة ، يظل المؤمن مؤمناً ، إذا إذا شكّك في معتقداته أو أنكرها في قلبه وأفعاله.
يبقى المؤمنون المخلصون ، وهم الذين يعملون الصالحات ويتواصون بالحق وبالصبر ، لا يزيغون حتى آخر لحظة من حياتهم ، أو يرتدّون على الاعقاب.