ولذلك ذكّره : بأن الله معهما ، وليس هناك أي داع للخوف أو الحزن. واللافت في هذه القضية ، ان الله أنزل سكينته على النبي فقط ، وليس على صاحبه مع ان الذي حزن وخاف هو أبو بكر لا النبي صلىاللهعليهوآله ، وان المنطق يفترض بأن السكينة تنزل على الإثنين معاً ، كما هو ديدن الآيات الأخرى التي تصف إنزال السكينة الالهية على النبي والذين آمنوا معه ، ولا تستثني المؤمنين من هذه السكينة ، كقوله تعالى : ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ (التوبة ٢٦) ، وقوله عزّ وجل هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ (الفتح ٤).
ترى لِمَ استثنى الله تعالى أبا بكر من السكينة المنزلة على النبي صلىاللهعليهوآله ... فالله أعلم بذلك؟
الخليفة الأول والخوف على المصير
ومهما يكن فقد تَوصّلن بعد البحث والتحليل ، الى الحقائق التالية :
١ـ كان أبو بكر يجهل الكثير من الاحكام الشرعية ، فيضطر الى سؤال الصحابة عنها ، مع قربه من عهد الرسالة الاول ، فكان ـ لذلك ـ يُشاور أهل الرأي من الصحابة ، فيفتي برأيهم ، أو يستشهد صحابيين من الذين سمعوا الحديث عن رسول الله مباشرة ، فيُمضي الحكم ، أو يُجيب على الذين يستفتونه حتى لا يتحرّج بذلك ، كما في قضية الجدّة التي سألته حصّتها من الارث ، فأجابها بعد أن تأكد من بعض الصحابة (١) ، فإن أعيا أبا بكر أن يجد الحل في السُنّة النبوية ،
__________________
(١) الموطأ ٢ : ٥١٣ ، باب ميراث الجدة : مسند احمد ٤ : ٢٢٥.