الخليفة عمر مؤتَمناً على القرآن والدين حسب وصايا الرسول للمسلمين بوجوب اتّباع سُنّة الخليفة الراشد الثاني ، وانه على الحق في كل أحواله كما تشهد العشرات من الاحاديث النبوية على ذلك ، وكما يدّعي أهل السُنّة بأنه الفاروق الذي يفرّق بين الحق والباطل؟
واذا كان عمر أول من جمع القرآن في مصحف (١) فما هو هذا المصحف؟ وما درجة صحته واعتباره؟ خاصة وهو القائل بأن القرآن الحقيقي أضعاف القرآن الموجود لدى المسلمين ، وإن من يقرأه فله بكل حرف زوجة من الحور العين ، ولا يعنينا تبرير العالم والمفسّر السُنّي (السيوطي) ، بأن عمر عني المنسوخ من الآيات القرآنية (٢).
فهل يا ترى ان الآيات المنسوخة من القرآن ، هي أضعاف الآيات المثبّتة في القرآن الحالي؟ ومن يقول بهذا الرأي فهو لا يحترم عقلة ودينه وتعاليم القرآن الكريم!! ولطالما كان عمر يقرأ آيات ليست من القرآن المعروف ، مدّعياً بأنها كانت ضمن القرآن وأسقطت منه (٣) ، ولم يقل إنها نُسخت أبداً.
وهناك مواقف لعمر بن الخطّاب تثبت بأنه كان يجهل آيات غريبة أو محرّفة من القرآن الكريم ، وعندما يتثبت من الصحابة الحفّاظ لكتاب الله ، يعود فيقرّ بها وربما يدوّنها في المصحف التابع له (٤) ، بالرغم من عدم وجودها في المصحف المعروف أو
__________________
(١) منتخب كنز العمال ، هامش مسند احمد ٢ : ٤٥ : تأريخ القرآن الكريم ـ محمد طاهر الكردي : ٤٤؛ الاتقان في علوم القرآن ، السيوطي ٢ : ٧٢ ؛ اضواء البيان ، الشنقيطي ١ : ١٢٣.
(٢) تفسير النيسابوري بهامش تفسير الطبري ١ : ٣٦١ ؛ الموطأ ٢ : ٨٢٤ ؛ صحيح البخاري ٤ : ١١٥ ؛ صحيح مسلم ٥ : ١١٦ ؛ سنن ابي داود ٢ : ٢٢٩.
(٣) الدر المنثور ٦ : ٣٧٨ ؛ كنز العمال ٢ : ٥٦٨.
(٤) الاتقان ، السيوطي ٢٥ : ٢ ؛ المبسوط ٣٧ : ٩.