قريش أو أهل الكتاب ، كان عمر قد نازلهم في المعارك أو قتلهم ، وهذا يدل على ان عمراً كان يلعب دور المشاهد أو المتفرّج في ميادين القتال ، إذ ينوب عنه المقاتلون المسلمون الذين يستبسلون في قتال الاعداء ، وتوجيه الضربات المميتة لهم ، كما هو الحال في معركة بدر الكبرى ، ولكن في الامتحانات العسيرة التي يواجهها المسلمون ، كالانكسار الذي حلّ بهم في اُحد وحنين بسبب ضعفهم وركونهم الى جمع الغنائم أو شعورهم بالغرور ، هنا يبدو موقف عمر والآخرين الانهزامي حيث الخور والضعف والخلود الى الارض والخشية من المنازلة.
واذا كان عمر ، جريئاً شجاعاً مغواراً كما ينعته علماء أهل السُنّة وجهابذتهم ، بحيث أصبح الاسلام عزيزاً منيعاً باعتناق عمر له ، فلِمَ كان هذا الأخير لا يثبت قدراته إلا في أجساد الصحابة والمستضعفين الذين تلهب صدورهم وظهورهم ، سياطه الموجعة بحيث لم يفلت منها حتى النساء ، بينما كان الأحرى به ان يبرز بطولاته في سوح الوغى ضد ال كفار والمشركين الذين كانوا يحيقون بالنبي صلىاللهعليهوآله وأتباعه ، لتوجيه الضربة القاصمة للاسلام في كل الحروب والمعارك الشهيرة.
موقف عمر من القرآن الكريم
كان عمر بن الخطاب ، الخليفة الراشد الثاني ، وبعظمته ومكانته تتحدث الأجيال التي نشأت وترعرعت في ظل المذاهب السُنّية ، حيث كان محدَّثاً ، تنزل الآيات القرآنية توافق آراءه ومقترحاته ، وكان رسول الله يذعن له في كثير من الأحيان. ورجل صحابي بهذه العظمة والمكانة السامية ، لابد من معرفة موقفه من القرآن الكريم ، وهل صحيح أنه كان مساهماً في جمع القرآن وحفظه من الضياع؟ وهل كان مؤمناً بصيانة كتاب الله من التحريف؟ وان ما بين الدفتين هو كتاب الله التام دون زيادة أو نقصان؟ وبالتالي كان