رجل ولو لم يكن خليفة أو حاكماً بضرب أحد ذلك الضرب المبرح لأمر تافه جداً لا يستحق كل هذا ال ضرب الذي يُعتبر في القانون الالهي عقوبة ضد المقترفين خطايا أو آثاماً كبيرة يستحقون بسببها الجلد أو التعزير.
عمر وحروب المسلمين
ويبدو من خلال التفرّس في سلوك الخليفة الثاني في العهد النبوي ، ان ما يقال عن جرأته وشجاعته ، إنما هي شجاعة موجّهة ضد البسطاء من المسلمين الذين كان أكثرهم من الصحابة أو التابعين ، وإلا فإن مشاركة عمر في حروب النبي ضد المشركين تدلّ على خشيته من قتال الكفار ، وفراره من الزحف ، شأنه في ذلك شأن الكثير من الصحابة ، وهذه كُتُب التأريخ تشهد بمواقفه في معارك المسلمين ضد الكفار والمشركين ، اذ يروي المؤرخون ان عمر بن الخطاب كان يفرّ مع الفارّين عندما يقع المسلمون في مأزق ، ويتكالب الكفار عليهم من كل جانب ، وتبلغ القلوب الحناجر (١).
ونحن عند انهماكنا في دراسة دور الخليفة الثاني في معارك المسلمين الاولى مع الكفار والمشركين ، دار في ذهننا ، السؤال التالي : اذا كان عمر قد انهزم في معارك وحروب وغزوات مثل أُحد وحنين وخيبر وذات السلاسل ، فما هو دوره في الحروف الأخرى التي خاضها النبي والمسلمون ضد الكفار والمشركين؟ (٢)
وبعد الإمعان في هذا الإشكال أو الغموض ، توصّلنا الى ان الخليفة عمر في هذه الحروب ، لم يكن له دور ايجابي في القتال ، ولذا لم يذكر التأريخ أسماء مشهورين من
__________________
(١) المغازي ، الواقدي : ٩٠٤ ؛ التوبة ٢٥ ـ ٢٦ ؛ صحيح البخاري ٥ : ١٠١ ؛ البداية والنهاية ٤ : ٣٧٦ ؛ المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيسابوري ٣ : ٣٧ ؛ كنز العمال ١٠ : ٤٦٢ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ١٢٤.
(٢) السيرة الحلبية ٣ : ١٩ ؛ الدر المنثور ٦ : ٦٨ ؛ صحيح البخاري ٥ : ١٠١.