بالصلاح والديانة والصدق والأمانة (١).
ـ وتكلّم في مالك كذلك ، عبد العزيز بن أبي سلمة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وابن أبي يحيى ، وابن أبي الزناد ، فقد عابوا أشياء في مذهبه ، وتكلّم فيه غيرهم.
ـ وتحامل على مالك ، الشافعي ، وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه.
ـ وعابه قوم في إنكار المسح على الخفين في الحضر والسفر ، وكلامه في علي وعثمان ، وفي فُتواه بإتيان النساء في الأعجاز ، وفي قعوده عن حضور الجماعة في مسجد رسول الله ، ونسبوه بذلك الى ما لا يحسن ذكره.
ـ وكان أحمد بن حنبل يرى بأن ابن أبي ذؤيب أفضل من مالك ، إلا ان مالكاً أشدّ تنقية للرجال منه (٢).
الموطأ في الميزان
المشهور عن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور انه يوم حجّ الى بيت الله الحرام ، دعا مالك بن أنس ، فدخل عليه وحادثه وسأله فأجابه ، ثم عزم عليه المنصور أن يقوم باستنساخ الموطّأ الذي ألفه مالك بأمر الخليفة نفسه ، عدة نسخ ، ثم يبعث الى كل مصر من أمصار المسلمين بنسخة ، وأن يعملوا بها ولا يتعدّوها الى غيرها ، لأن أهل المدينة هم أهل العلم ، فأبى مالك أن ينفّذ تلك الفكرة ، لأن الناس قد سبقت اليهم أقاويل ،
__________________
(١) تهذيب الكمال ـ المزي ٢٤ : ٤١٥ ؛ سير اعلام النبلاء ـ الذهبي ٧ : ٣٨ ؛ تأريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي ١ : ٢٣٩.
(٢) تهذيب الكمال ـ المزي ٢٥ : ٦٣٤ ؛ تذكرة الحفاظ ـ الذهبي ١ : ١٩١ ؛ تأريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي ٣ : ٩٩.