هناك أي مهرب من الحد الشرعي الذي يقتضيه اللواط بأي حال من الأحوال.
إنتشار المذهب الشافعي
كان الامام الشافعي ـ وكما هو معلوم ـ ينهى المسلمين عن تقليده ، وبحسب إقرار تلميذه المزني الذي ألّف كتاب «المختصر الصغير» ، ونشر به المذهب ، حيث جاء في مقدمة الكتاب : اختصرت هذا من علم الشافعي ، ومن معنى قوله : لا بيّنة لمن أراد ، مع إعلامية نهيه عن تقليده ، وتقليد غيره ، ليأخذ فيه لنفسه ، ويحتاط لدينه (١).
ولكن ليس هناك دليل على ان غاية الشافعي من النهي تقليده ، هو الاحتياط للدين ، وانما هو اعتراف بأن فتاواه وأحكامه وآراءه ، قابلة للطعن من قبل المجتهدين والفقهاء الآخرين الذين ربما توصّلوا الى أحاديث نبوية صحيحة ، لم تتوصل جهوده للكشف عنها في حياته.
أما كيفية انتشار المذهب الشافعي ، فهذا يعود لتولّي علماء الشافعية لمناصب القضاء والوظيفة العليا في السلطان الحاكة ، سواء في مصر أو غيرها من البلدان الاسلامية. فالمقريزي مثلاً ، تولّى نيابة القضاء على المذهب الشافعي ، وأصبح واعظاً في جامع عمرو بن العاص ، ومدرسة السلطان حسن ، وإماماً في جامع الحاكم ، ومدرّساً للحديث في المدرسة المؤيدية ، وهو من كبار المؤرخين في عصر المماليك ، مصنّف ، وأشهر كتبه : كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار «الخطط المقريزية».
قال المقريزي : وإني لأرجو أن يحظى إن شاء الله تعالى عند الملوك (٢).
أما القاضي الجرجاني ، فقد سمع الحديث في نيسابور ، وقد تولّى القضاء على
__________________
(١) اضواء البيان ـ الشنقيطي ٧ : ٣٤٧ ؛ مفتو المزني ـ اسماعيل المزني : ١.
(٢) تأريخ الادب العربي ٣ : ٨٤٤.