ذلك ، سألوه عن الذي معه من هو؟ فأخبرهم وإلا ضربوه وحملوه الى صاحب الشرطة ، وشهدوا عليه بالفاحشة ، فأرهجوا بغداد (١).
وقد غلب على أصحاب ابن حنبل واتباعه الخشونة ، والتقليل بالنقل وعدم التأويل ، وأخذوا ما ظهر من العلوم ، وما وراء ذلك ، قالوا : الله أعلم بما فيها من خشية باريها (٢).
ومما يُؤخذ على فقه ابن حنبل انه يأخذ بالتشديد في طائفة من الأمور ، حتى اشتهر بين الناس ان مذهب ابن حنبل يمثّل العنف والضيق.
وقد وصف الخليفة الراضي في سنة ٣٢٣ هجرية ، الحنابلة لما شغبوا في بغداد ، بعد أن عاب عليهم قولهم بالتشبيه ، وان صورة وجوهكم القبيحة السمجة على مثال رب العالمين ، وهيئتكم الرذلة على هيئته ، وتذكرون الكف والأصابع والرجلين ، وإنكار زيارة قبور الائمة ، وتشنيعكم على زوّارها بالابتداع ، وأنتم مع ذلك تجمعون على زيارة قبر رجل من العوام (ابن حنبل) ، ليس بذي شرف ولا نسب ولا سبب برسول الله ، وتأمرون بزيارته وتدّعون له معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء (٣).
من فتاوى ابن حنبل وأتباعه
كان الامام أحمد بن حنبل يرى الوضوء من الرُعاف والحجامة ، فقيل له : فإن كان الامام قد خرج منه الدم ، ولم يتوضأ ، هل يُصلى خلفه؟ فقال : كيف لا أصلي
__________________
(١) الكامل في التأريخ ـ ابن الاثير ٨ : ٣٠٧.
(٢) الذيل على طبقات الحنابلة ٣ : ١٥٢.
(٣) الكامل في التأريخ ـ ابن الاثير ٨ : ٣٠٨.