أحمد؟ إن قلنا القرآن مخلوق. قال : بدعة ، وإن قلنا غير مخلوق ، قال : بدعة (١).
التشدّد في فكر ابن حنبل
ان التشدّد والغلو في مواقف أحمد بن حنبل وأفكاره وسلوكه ، سرى في نفوس تلامذته وأتباعه ، وتصرفاتهم ، ولكن بصورة أكثر شدّة وغلواً من استاذهم ومَثلَهم الاعلى الامام أحمد. فقال بعض كبار الحنابلة بأن كل من لم يكن حنبلياً فليس بمسلم ، ومن أبغض أحمد بن حنبل فقد كفر (٢).
وقال السبكي عن الحنابلة بأنهم يرون الكذب على مخالفيهم في العقيدة بكل ما يسوءه في نفسه وماله ، وان كبير الحنابلة أستفتي في شافعي : أيشهد عليه بالكذب؟ فقال : ألست تعتقد ان دمه حلال؟ قال : نعم ، قال : فما دون ذلك ، دون دهم فإشهد ، وادفع فساده عن المسلمين.
وقال السبكي : فهذه عقيدتهم يرون انهم المسلمون ، وانهم أهل السنة ، ولو عدّوا عدداً لما بلغ علماؤهم ولا عالم فيهم على الحقيقة مبلغاً يعتبر ، ويكفّرون غالب علماء الأمّة وانما انكر على قوم غروا انفسهم اليه وهو منهم بريء (٣).
ويقولا لطبري : لا عصابة في الاسلام كهذه العصابة الخسيسة ، ويقصد الحنابلة (٤).
وفي فتنة الحنابلة بغداد سنة ٣٢٣ : مشى الرجال مع النساء والصبيان ، فاذ رأوا
__________________
(١) تأريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي ٨ : ٦٥ ؛ تهذيب التهذيب ـ ابن حجر ٢ : ٣١١ ؛ المنتظم ـ ابن الجوزي ١٦ : ١٣٢.
(٢) تأريخ الاسلام ـ الذهبي ٣٣ : ٥٨ ؛ الذيل على طبقات الحنابلة ـ عبد الرحمن بن احمد الحنبلي ٣ : ٥٢.
(٣) طبقات الشافعية الكبرى ـ السبكي ٢٣٥ : ٤.
(٤) المنتظم ـ ابن الجوزي ١٣ : ٢١٧.