لأنه صلىاللهعليهوآله كان قد أُعطي قوة ثلاثين ، كما كان يتحدث أنس ورفاقه (١).
والتساؤل الوجيه في هذا المقام : مَنْ أعلم أنس ابن مالك ان النبي كان يدور على نسائه في ساعة واحدة من الليل والنهار ويضاجعهنّ جميعاً؟ فهل كان رسول الله يُطلعه على أسراره الزوجية أم كان انس يتلصص على بيوت زوجات الرسول؟ ثم اذا كان النبي صلىاللهعليهوآله قد خصّص يوماً لكل زوجة من زوجاته ليبيت عندها حتى يحقق العدل بينهنّ ، فكيف يتفق هذا البرنامج النبوي مع رواية أنس التي تزعم باجتماع الرسول مع زوجاته في ساعة واحدة؟
ثم ألا كان من الأجدر لأنس وأصحاب رسول الله أن يتحدّثوا في مواضيع ضرورية مهمة لا هذا الموضوع الذي يمسّ عِرض الرسول وأسراره الزوجية التي يجب أن تبقى مُصانة من أن تلوكها أفواه الرجال؟
وفي قضية أخرى ـ كما ينقل البخاري ـ كان النبي محمد صلىاللهعليهوآله يقرّ بأن النبي يونس بن متى خير منه ، مع ان يونس كان نبياً ولم يكن من أولي العزم ، فكيف يصبح خيراً من أفضل الانبياء على الإطلاق (٢).
وهذا إن دل على شيء فانما يدلّ على ان تلك الأحاديث موضوعة ، سواء وضعها أولئك الصحابة أم قيلت على لسانهم وهم منها براء.
بيْد ان البخاري الذي يُعتبر صحيحه ، أصح كتاب بعد كتاب الله ، لم يتورّع عن تدوين أحاديث وروايات بالرغم من هشاشتها ، ووضوح كذبها وإبتداعها.
__________________
(١) صحيح البخاري ١ : ٧١.
(٢) صحيح البخاري ٥ : ١٨٥.