فالحافظ الرشيد ، له كتاب «الفوائد المجموعة في شأن ما وقع في مسلم من الأحاديث المقطوعة» ، ويقول : فقد روى مسلم عن ليث بن أبي سليم وغيره من الضعفاء.
وروى مسلم عن أبي الزبير عن جابر ، أحاديث كثيرة ، وقد قال الحفاظ عنه أنه يدلس في حديث جابر.
ويذكر مسلم بأن أبا سفيان قال للنبي بأن يعطيه ثلاثاً ، أن يزوّجه ابنته أم حبيبة ، وأن يجعل ابنه معاوية كاتباً له ، وأن يأمره أن يقاتل الكفّار ، وان النبي أعطاه ما سأل وفي هذا من الوهم لا يخفى ، فأم حبيبة تزوّجها رسول الله وهي بالحبشة ، وأما إمارة أبي سفيان ، فقد قال الحفّاظ إنهم لا يعرفونها أي ينكرونها ، وكذلك تأميره في بعض الغزوات ، وهذا لا يعرف وما حملهم على هذا كله إلا بعض التعصّب (١). إذ ان المعروف عكس هذه المزاعم ، فأبو سفيان كان لا يشارك في المعارك وانما يقف متفرجاً ، أملاً في انتصار الكفار حتى يلتحق بهم كما تؤكد الروايات ، فكيف يا تُرى يدعو الرسول لتأميره على جيوش المسلمين لمقاتلة الكفار؟
واحتج مسلم أيضاً بسويد بن سعيد وجماعة اشتهر الطعن فيهم ، وهكذا فعل أبو داود السجستاني ونقل السيوطي عن ابن الصلاح انه قال : قد عيب على مسلم روايته في صحيحه عن جماعة من الضعفاء والمتوسطين.
وقد احتج علماء سُنّة على قول مسلم : ليس كل شيء صحيحاً عندي وضعته في كتابي ، وإنما وضعت هذا ما أجمعوا عليه. إذ يقول النووي إن هذا القول مُشكل ، فقد وضع فيه أحاديث كثيرة مختلف في صحّتها لأنها من حديث من اختلفوا في صحة حديثه.
__________________
(١) صحيح مسلم ٧ : ١٧١.