هذا الكلام ، فإنه سوء أدب ، وان تلميذي الإمام مسلم كليهما لم يسمعا منه (صحيحه) تماماً (١).
ففات أبا محمد القلانسي ثلاثة أجزاء من آخر الكتاب ، أولها حديث الإفك ، وكذلك فات إبراهيم بن محمد سفيان ، ثلاثة مواضع ، فيقال فيها : أخبرنا ابراهيم عن مسلم ، ولا يقال فيها : أخبرنا إبراهيم ، قال : أخبرنا مسلم ، ولا قال : حدّثنا مسلم (٢).
وهنا يعترض مسلم على البخاري في مسألة الاسناد والإشكالات المأخوذة عليه ، في حين ان مسلماً نفسه وقع في تلك الإشكالات لأن العنعنة في كلتا الحالتين ، تثبت المعاصرة وليس بالضرورة تعني نقل الحديث مشافهة من واحد الى الآخر.
ويروي البخاري عن إبن عمر : قال النبي يوم الأحزاب : أن لا يصلي أحد (العصر) إلا في بني قريضة.
ويعلّق ابن حجر : كذا وقع في جميع النسخ عند مسلم (الظهر) مع اتفاق البخاري ومسلم على روايته عن شيخ واحد باسناد واحد!!
وفي الصحيحين ما ينوف على مائتين حديث من الغرائي ، وقد ألف الحافظ الضياء المقدسي في ذلك مُؤلفاً سمّاه «غرائب الصحيحين» ، ذكر فيه ما يزيد على مائتين حديث من الغرائب والأفراد المخرجة في الصحيحين (٣).
ويقول النووي في حديث «الأئمة من قريش» : أخرجه الشيخان ، مع ان لفظ الصحيح : «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم إثنان» وبين اللفظين والمعنيين
__________________
(١) الامام مسلم ـ الشيخ سليم الله خان الموقر ـ ص : ٣٩ ـ مجلة الفاروق العدد السنة ٢٠٠٥ م ـ باكستان.
(٢) شرح صحيح مسلم ـ النووي ١٢ : ١.
(٣) اضواء على السنة المحمدية ـ ابو رية : ٣١٣.