مفادها بأن علمه الذي يتشكل من سُنّته وتفسيرها ومعرفة تفاصيلها ، وعامّها وخاصها ، وناسخها ومنسوخها ، فضلاً عن استيعابه لعلوم القرآن قاطبة ، إنما يُؤخذ من عليّ وحده دون الآخرين ، وإن الكل إذا ابتغوا الوصول إلى علم الرسول ، فعليهم الرجوع إلى عليّ باعتباره عميد أهل البيت بعده.
وهذه الحقيقة ، تعكس إمامة عليّ للأمّة في زمن الرسول وبعده ، لا فرق ذلك ، وهو الخليفة من بعده حتى يقود الأمّة إلى شاطئ النجاة ، دون أن تتمزق وتتورع إلى فرق ومذاهب وطوائف وشِيَع متعدّدة ، ودون أن تزيغ عن الخط المستقيم معيّناً ومُحدّداً من قِبل الله ورسوله ، للمزايا والخصائص التي يتّسم بها ، فلا مجال هناك لأي طامع أو مُدّعٍ يحاول ركوب هذا المنصب الخطير ، وهو غير مؤهّل له ؛ فضلاً عن تزايد عدد المتنافسين لهذا الموقع ، وتصارعهم فيما بينهم مما يُضعف تماسك الأمّة المُفضي إلى فشلها وانكسارها وذِهاب ريحها واستحواذ الأعداء على مقدّراتها.
ومما يدعم موقع علي وزعامته للأمّة بعد رحيل الرسول صلىاللهعليهوآله ، ان النبي صلىاللهعليهوآله لم يكن يسمح لأحد من الصحابة أن ينتقد علياً أو يطعن فيه ، أو يمسّه ولو بكلمة سوء واحدة ، إذ كان يغضب لهذا المسلك من قبل الصحابة ، بينما كان يسمح اذا طعن أيّ صحابي بصحابي آخر أو نال منه باستثناء عدد محدود جداً.
والاحاديث النبوية بخصوص عليّ وأمانته وموقعه بين أوساط المسلمين ، تتسم بما يلي :
١ ـ ان مصدرها وموحيها هو الله تعالى ، وليس هي من لدن النبي كما يدّعي البعض ، فقد كان رسول الله يقول دوماً بأن الله هو الذي أمره أن يتحدّث عن مكانة وموقع عليّ دون الآخرين.