وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّـهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ. التوبة ١٢٠
وحاكمية رسول الله على النفوس ، تنتقل إلى عليّ ـ بداهة ـ ليصبح هو أيضاً حاكماً على نفوس المسلمين وآمراً عليهم. وهذه الحاكمية لعليّ على النفوس ، لم تبدأ بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله وإنما في حياته أيضاً ، إذ هي امتداد لحاكمية الرسول ، لانهما ـ أي النبي وعليّ ـ نفس واحدة ، طبقاً لقوله تعالى في آية المباهلة ، وهو يتحدث عن لسان الرسول صلىاللهعليهوآله بحق علي : حيث اتحدث نفساهما من خلال الأخوّة الابدية بينهما ، وهذه الحقيقة يؤكّدها الرسول عندما قال له أحد الصحابة في قضية معروفة بأنك لم تذكر علياً ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله مستغرباً : انه يتحدث عن نفسي.
ثم أكمل النبي صلىاللهعليهوآله خطابه في حادثة الغدير ، بقوله : اللهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.
والعبارات تفسّر معنى الولاية المطلقة على النفوس ، والتي تقتضي الولاء والنصرة من قبل المسلمين للنبي وعليّ ، وكذلك معاداة وخذلان من يعاديهما ويخذلهما ، لكونهما حاكمين على النفوس دائماً ، وبعد رحيل الرسول صلىاللهعليهوآله يصبح عليّ هو الحاكم والخليفة.
وعند اطلاعنا على كتب الرواية والتأريخ ، وجدنا أن بعض المؤرخين ، يتجاهل هذه الحادثة تماماً ، لأنها واضحة في تنصيب الرسول لعلي خليفة له ، ولا يمكن تأويلها بحال ، كالبخاري الذي تجاهلها في صحيحه بالمرّة ، مع أنها حادثة مهمة جداً ولا ينبغي لأمثاله تناسيها أو إغفالها ، لكنه ـ والحق يقال ـ لم يكن مستعداً لتذكير المسلمين بها خوفاً من تشكيكهم بقناعاتهم التي توارثوها عن الأجداد ، بأن رسول الله لم