الكآبة قريش ، وامتلأت نفوسهم خشية منه ، الى درجة أن صرّح الصحابي ابن مسعود ، قائلاً : ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر» (١).
ولطالما وافق عمر الوحي في الكثير من الشريعة الاسلامية كمسألة أسرى بدر ، ومسألة تحريم الخمر وقضية حجاب النساء ، ومقام إبراهيم (٢).
فعمر بن الخطاب ، الشجاع ، الحازم ، صاحب الفتوحات ، يُضرب بعدْله المثل. وفي أيامه تم فتح الشام والعراق والقدس والمدائن ومصر والجزيرة ، وهو أول من وضع للعرب التأريخ الهجري (٣).
وقال عنه النبي محمد «عليه الصلاة والسلام» : عمر سراج أهل الجنة. ولو كان بعده صلىاللهعليهوآله نبي لكان عمر بن الخطاب. وهو قرن من حديد لا تأخذه في الله لومة لائم. وهو يُكلّم من غير أن يكون نبياً ، كرجال بني اسرائيل المكلِّمين (٤).
والنبي صلىاللهعليهوآله لا يستغني عن عمر ، فهو من الدين كالسمع والبصر وكان عمر محدَّثاً كما كان المحدَّثون في الأمم السابقة (٥).
ومن أحب عمر فقد أحب النبي ، ومن أبغض عمر فقد أبغضه. وان جبرائيل قال للنبي صلىاللهعليهوآله ان الاسلام يبكي بعد موته على موت عمر ، وان جبرائيل لو جلس مع
__________________
(١) انظر : صحيح البخاري ٤ : ١٩٩ ؛ سنن ابن ماجة ١ : ٣٩.
(٢) صحيح البخاري ١ : ١٠٥ ؛ صحيح مسلم ٧ : ١١٦.
(٣) تهذيب التهذيب ٧ : ٣٨٦.
(٤) مجمع الزوائد ٩ : ٦٥.
(٥) تفسير القرطبي ٩ : ١٩٣.