تُرى هل إجتمعت أمّة محمد حقاً ، بموجب دعاء الخليفة الثالث ، أم توزّعت إلى مذاهب وفرق متعددة متنازعة ، كلها في النار إلا واحدة طبق قول رسول الله صلىاللهعليهوآله!؟
انّ ما سطّرته في الصفحات القليلة الآنفة ما هي إلا نماذج وأمثلة محدودة جداً قبال مئات الاحاديث التي وُضعت على لسان رسول الله ، لتمجيد وإضفاء شرعية على «الصحابة والخلفاء الاوائل» على حساب أهل بيت رسول الله وعليّ بن أبي طالب خليفته بالذات ، وبالتالي تحققت خطة الطليق معاوية بن ابي سفيان في إرساء أساس مبني على أحاديث نبوية مكذوبة ، ليُقام عليها بنيان ما يسمّى بمذهب «أهل السُنّة والجماعة» ولو لَلِم أتباع الجمهور ، مدى خسّة المؤامرة المُحْكمة ضد أهل البيت ، التي حيكت من لدن معاوية والرواة الذين صاغوها معه بإحكام ،لما كان هناك مذهب سُنّي يتبعه مئات الملايين من المسلمين ، وهم يعتقدون بأنهم على الحق والصواب والهدى.
وهكذا تتهافت هذه الاحاديث والروايات الموضوعة والمكذوبة واحدة تلو الأخرى؟!! وهكذا يتبيّن المخطط الذي حُبِك بإمعان ، لجعل الصحابة والخلفاء الثلاث الأوائل بديلاً عن أهل البيت الكرام ، وهم العترة الطاهرة والحَفَظة الحقيقيون لسُنّة أبيهم رسول الله «صلوات الله عليه» ، والخلفاء الأُصَلاء له في قيادة الأمّة نحو شاطئ النجاة!!؟
ولا غرو انّ هذا المخطط تم تنفيذه ـ بإحكام ـ من خلال اقتباس واستنساخ المناقب الهاشمية والاحاديث النبوية التي أدلى بها رسول الله «صلوات الله عليه» في حق عليّ وبنيه ، ونسبتها الى الصحابة والخلفاء عبر الوضّاعين والمدلّسين ، وإسناد تلك الاحاديث المروية الى صحابة كبار ومقرّبين منه «صلوات الله عليه» ، وهم منها براء!! فيا له من مخطط محبوك جيداً ، وبعناية فائقة لاسباغ الشرعية المصطنعة على رموز المدرسة السُنّية من صحابة وخلفاء وحكّام على حساب الخلفاء الحقيقيين للبشير النذير.