الذين يتشيعون لعليّ ، سيفوزون يوم القيامة دون غيرهم من المسلمين ، إذا لم يكن منهج علي وأتْباعه هو المنهج الحق دون غيره من المناهج والطرق والاتجاهات؟ ولذلك لم يقل صلىاللهعليهوآله في أتباع غيره إنهم ناجون أيضاً ، وبذلك ميَّز أتْباع علي وشيعته عن غيرهم من المسلمين.
٢ ـ ان الاحاديث النبوية الواردة في حق عليّ وأهل بيته ، ليست فضائل ومناقب لاحترامهم وتبجيلهم وتجليلهم فحسب ، وانما تعنيهم بالخلافة والامامة دون سواهم ، خاصة الاحاديث التي تعدّ أهل البيت معياراً للحق والباطل ، فإن اتّبعهم المسلمون وأطاعوهم فسيكونون على هدى وحق ، وإن تفرّقوا عنهم وعصوهم فسيكونون على باطل.
٣ ـ حديث الثقلين المروي عن رسول الله (١) ، يربط أهل البيت بالقرآن الكريم ، والمفروض على المسلمين ، الالتزام بهما معاً ، إذا أرادوا النجاة والفوز ، ولا يحق لهم التمسّك بالقرآن وحده ، ولما كان القرآن حبل الله المتين ، وينبغي الاعتصام به ، وتنفيذ أوامره ونواهيه ، فكذلك على الأمّة تنفيذ أوامر الثِقَل الثاني (أهل البيت) ونواهيهم ولكونهم أيضاً عِدْل القرآن ، أي انهم ككتاب الله ، حكّام على الناس دون سواهم.
٤ ـ قول الرسول صلىاللهعليهوآله ، إن أهل بيته كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى () ، ماذا يعني؟ هل يعني احترام اهل البيت وتوقيرهم وتبجيلهم فحسب أم يعني اتّباعهم والتمسك بهم كسفينة نوح حيث ان من ركبها نجا مع نبي الله نوح عليهالسلام أما من تخلّف عنها وعصا نبيّه فقد غرق وهلك حتى وإن كان ابنه العاصي؟
٥ ـ اقتران عليّ بالحق في قوله صلىاللهعليهوآله ان علياً مع الحق ، والحق مع عليّ يدور معه
__________________
(١) مسند احمد ٣ : ١٧ ـ ١٨.