مخلوق حادث ، وهو أمر غير مقبول أبداً لأنه وحسب قول الامام أحمد : «الرحمن ، علّم القرآن ، خلق الانسان ، علّمه البيان» ، فأخبر تعالى ان القرآن من علمه ـ فالقرآن من علم الله ، ولذا فالقرآن كلام الله غير مخلوق. ويصرّ الامام ابن حنبل في هذا النطاق على ان من زعم ان القرآن كلام الله ووقف ، ولم يقل ليس بمخلوق ، فهو أخبث من القول الأول ، أي أخبث من القول بخلق القرآن نفسه. وفي رأيه ان طائفة قالت : القرآن كلام الله وسكتت ، وهي الواقفة الملعونة (١).
ابن حنبل وصفات الله تعالى
يعتقد الامام أحمد ، بأن النصوص الواردة في القرآن الكريم والحديث النبوي حول الاستواء والفوقية والنزول والعلو ، وفي الوجه والعين واليد والقدم ، غير معلومة الكُنْه والحقيقة ، ومذهبه فيها مذهب السلف ، وهو الايمان بها ، كما ورد في النصوص ، وانها صفات الله ، بلا تأويل ولا تعطيل ، مع كمال التنزيه المولى عن سمات الحدوث ، ومشابهة المخلوقات. وهذا مذهبه واعتقاده ، خلافاً لمن يتّهمه ويتّهم أتْباعه بالحلول والتجسيم والجهة ، حاشاه من ذلك ، وأحمد أرفع ديناً وأرسخ إيماناً ، من اعتقاد التشبيه في ذات المولى سبحانه وتعالى (٢).
وفاة الامام ابن حنبل
توفي الامام أحمد ابن حنبل سنة ٢١٤ من الهجرة ، وحرر أبو زرعة كُتُب أحمد يوم مات ، فكانت اثنى عشر حملاً وعدلاً ، وكل ذلك يحفظه عن ظهر قلب.
__________________
(١) طبقات الحنابلة ـ محمد بن أبي يعلى ١ : ٣٤٣.
(٢) المذاهب الفقهية : ١٠٧.