والفوز في الآخرة؟ لابد انهم الصحابة الذين أطاعوا الله ورسوله في حلّه وترحاله ولم يعصوه أبداً ... هؤلاء النمط العظيم الذين أسلموا وجههم لله ، ولم يتخلّفوا عن رسول الله ، وسلّموا له تسليماً. وهؤلاء هم الصادقون الذين سيكونون نَقَلة ثقاة للسُنّة النبوية دون غيرهم من المهاجرين والأنصار ، وهذا يدل على ان الصحابة من المؤمنين ، ليسوا كلهم عدولاً كما يدّعي الجمهور المسلم.
الآية السابعة :
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١).
وهذه الآية المباركة ، لا ترمز الى الصحابة كلهم ، من قريب أو بعيد ، وإنما تشير الى فئة من المؤمنين من الصحابة الذين كانوا طوع الرسول صلىاللهعليهوآله ، ولم يكونوا يكذّبونه طرفة عين أبداً.
الآية الثامنة والتاسعة :
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (٢).
لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (٣).
الآيتان المذكورتان آنفاً تشيران إلى بيعة الرضوان التي جرت بُعيْد صلح الحديبية ، حيث قام المهاجرون والانصار بمبايعة الرسول صلىاللهعليهوآله تحت الشجرة ، وبالرغم من أن جلّ
__________________
(١) الأنبياء ١٠١.
(٢) الفتح ١٠.
(٣) الفتح ١٨.