الهجرة والجهاد بالأموال والانفس في سبيل الله ، أي عدم خذلان الرسول «عليه الصلاة والسلام» أو عصيانه خصوصاً في مسألة قتال الكفار والمشركين ، وأما الانصار فهم الذين آووا الرسول صلىاللهعليهوآله والمهاجرين ، ونصروا نبيهم ، ولذلك ستكون الولاية والنصرة من بعضهم البعض أمراً حتمياً لامناص منه ...
وهذا المدح الالهي مشروط بالنُصرة للرسول وطاعته ، وبالتالي يستثني كل العصاة والمتخاذلين من المؤمنين ، وليس هناك أي إشارة الى عدالة الصحابة أو حصانتهم في هذا الخصوص ، اللهم إلا نصرة الرسول صلىاللهعليهوآله ونصرة المهاجرين والانصار بعضهم البعض. وبالتالي فإن هؤلاء هم المؤمنون حقاً دون سواهم. وهم مع ذلك موضع ثقة الرسول ولا يكذبون عليه «صلوات الله عليه» في نقل الحديث ، لكن هؤلاء ليسوا كل الصحابة والمؤمنين كما هو معلوم.
الآية السادسة :
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١).
الآية المباركة من سورة التوبة ، تتحدث عن السابقين الاولين من الصحابة والمؤمنين المهاجرين والانصار ومن اتّبعهم بإحسان ، اي ان الاداة (من) تبعيضية ، تختص ببعض المهاجرين والانصار ، ولم تشملهم جميعاً برضا الله عنهم وراضهم عنه ، والفوز في الآخرة ، ومن ثم ينسحب الرضا والفوز على بعض التابعين وهم التابعين بإحسان دون غيرهم.
ثم من هؤلاء السابقين الاولين الذين امتدحهم الله بهذا المدح ، وضَمَن لهم رضاه
__________________
(١) التوبة ١٠٠.