واستقامتهم ، يجتازون اختباراً صعباً لا يطيقه إلا من أوتي حظاً عظيماً من التقوى والورع والايمان الراسخ وطاعة البشير النذير «صلوات الله عليه».
الآية الثالثة :
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١).
الآية واضحة بأن الذين يطمح الله أن يكونوا دعاة الناس الى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، انما هم جزء من الأمّة ، أي من الصحابة الملتفين حول الرسول صلىاللهعليهوآله ، وليسوا كلهم ، مع ان الآية لم تشر الى أية حصانة في الأمر سوى ن هؤلاء الصحابة من الثقاة الذين عليهم الاعتماد في نقل الحديث النبوي للآخرين ، بالطبع فهؤلاء حتماً ـ قمّة في طاعة الرسول واتِّباع نهجه ، والسير على خطاه ، ولذلك سيكون مصيرهم الفلاح في الآخرة.
الآية الرابعة والخامسة :
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (٢).
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٣).
الآية الكريمة تصف المهاجرين والانصار ، وصفاً حميداً ، مشترطة على المهاجرين ،
__________________
(١) آل عمران ١٠٤.
(٢) انفال ٧٢.
(٣) انفال ٧٤.