والنزاهة والاستقامة والاحترام المتبادل؟
هذا تكذيب للقرآن الكريم والوحي المقدّس!! ولا يحق لأي مسلم يتصف بالوعي والعقل السليم أن يتجرّأ على تجاوز هذه الحقائق القرآنية إلا إذا فقَدَ المنطق والعقلانية والموضوعية ليخبط خبط عشواء!!.
الآية الثانية :
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (٢).
هذه الآية تعني ان الله تعالى جعل الأمّة الاسلامية أمّة وسطاً بين الأمم الاخرى من خلال القرآن الكريم وتعاليم الاسلام التي حملها الهادي صلىاللهعليهوآله ، إذ ان الامم السابقة هلكت بين الإفراط والتفريط في القيم الالهية ، وجاءت الأمة الخاتمة لتعيد الأمور الى نصابها الطبيعي ، وتكون شاهدة على كل الأمم السابقة ، ثم يكون الرسول صلىاللهعليهوآله عليها شهيداً ... واللافت هنا كلمة (جعل) أي ان الله هو الذي جعل الأمّة الاسلامية وسطاً بين الامم ، وليس الأمّة هي التي اختارت الوسطية ، فما هي العلاقة بين هذه ال وسطية وبين الحصانة التي منحها أهل السُنّة والجماعة للصحابة أجمعين؟ ثم ان الله أشفع ذلك بأن جعل القبلة معياراً للدين يتبعون الرسول ويطيعونه ، من الذين ينقلبون على الاعقاب. وهذا دليل قاطع على إن هذه الأمّة الوسط ، لا تواصل ثباتها على الطريق الذي رسمه الله لها ، وانما ستتعرض للامتحان والافتتان في بدايتها ، وهناك من ينقلب على عقبيه بعد رحيل الرسول الى بارئه الاعلى ، لأن الذين يثبتون على هداهم
__________________
(١) البقرة ١٤٣.