يشبهه شيئا ولا يشبهه شيء وأنه منزه عن القبائح وصفات النقص ، فعبر عن ذلك بالتسبيح من حيث كان معنى التسبيح التنزيه لله عما لا يليق به. وقوله (لَهُ الْمُلْكُ) معناه إنه المالك لجميع ذلك والمتصرف فيه بما شاء ، ولا أحد يمنعه منه ، وله الحمد على جميع ذلك ، لأن خلق ذلك أجمع للإحسان إلى خلقه به والنفع لهم فاستحق بذلك الحمد والشكر (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يعني مما يصح أن يكون مقدورا له ، فلا يدخل في ذلك مقدور العباد ، لأنه يستحيل أن يكون مقدورا لله (١).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢)) [سورة التغابن : ٢]؟!
الجواب / قال زرارة : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما تقول في مناكحة الناس؟ فإني قد بلغت ما تراه ، وما تزوجت قط ، فقال : «وما يمنعك من ذلك؟» فقلت : ما يمنعني إلا أنني أخشى أن لا تحل لي مناكحتهم ، فما تأمرني؟
فقال : «وكيف تصنع وأنت شاب ، أتصبر؟» قلت : أتّخذ الجواري. فقال : «فهات الآن ، فبما تستحلّ الجواري؟» قلت إنّ الأمة ليست بمنزلة الحرة ، إن رابتني بشيء بعتها واعتزلتها. قال : «فحدثني بما استحللتها؟» قال : فلم يكن عندي جواب. فقلت له : فما ترى ، أتزوّج؟
فقال : «ما أبالي أن تفعل».
قلت : أرأيت قولك : ما أبالي أن تفعل ، فإن ذلك على وجهين ، تقول :
__________________
(١) التبيان : ج ١٠ ، ص ١٨.